by DR.Aisha

الشفقة

نوفمبر 3, 2021 | غير مصنف

كعادته كان فرانكو واقفا أمام نافذة غرفته والتي تسمح له برؤية حيز كبيرا من المدينة حيث كان يراقب الحركة في الخارج.

كانت السماء صافية تتخلها بقايا السحاب مما جعل أشعة الشمس تكتسي بالفضي قبل الوصول لوجهه،وبينما هو غارق في مشاهدة الشارع لاحظ أن هناك كهلا هزيل الجسم،رث الثياب،تغزوا وجهه التجاعيد.

كان الرجل يمشي بسرعة ويلتفت خلفه ليتأكد من أن لا أحد يتبعه ويصرخ في وجه كل من يصادف أن تلتقي عينيه به بعبارات مثل(أيها الوغد) أو (كنت لأكون مكانك لو لا ظلم الحياة) كما قال لشاب وسيم كان يرتدي بدلة أنيقة ويهم بركوب سيارته البورش

ظل فرانكو متفرجا إلا أن أتعبه الوقوف فجلس أمام طاولته الخشبية وحمل قلمه وكتب:

الشفقة على الذات ذلك الكهف الذي يجعل الواحد منا منعزلا عن العالم مصنفا نفسه كنوع جديد من الكائنات فتارة هو مهان وتارة هو حاقد،يجعله هذا يشعر باختلافه عن الجميع،يريد دائماً أشياء مستحيلة،أشياء ليست لديه بل هي ملك غيره كأن يطير بحرية كعصفور دوري رغما عن أنف الجاذبية،ولامانع لديه في أن يصرخ طمعا في أن تتعاطف الجاذبية معه وتتنازل عن قوتها.

إن شخصا كهذا لايرغب في أن يعيش سعيدا أو مكتفيا بل إن مشكلته في أنه لايستطيع العيش دون الرغبة في شيء ما شيء لايملكه وهو يعرف تماما أنه لن يحققه بهكذا عقلية إلا أن هذا مايجعله يتمسك بها،بطريقة تفكيره هذه لأنها الوحيدة التي تجعله يشفق على نفسه ويحقد على بني جنسه وعلى الحياة بأكملها،إن هذا التفكير هو ما يضمن له أنه يستحق الشفقة وأن حقده في محله أي أنه يعيش ليثبت هذه النظرية،وبالإضافة لكل هذا فإن شخصا على هذه الشاكلة عاجز عن مغادرة كهفه المشيد من كبرياءه وعشقه للتذمر والحقد ولو للحظة ليحب أو يستقبل الحب

 

راؤول غارسيا

Instagram account:raulgarcia3404

About the author, DR.Aisha

administrator

Follow Me Here

{"email":"Email address invalid","url":"Website address invalid","required":"Required field missing"}
>