معنى أن تكون واعيًا، ليس أن تكون إيجابيًا، ولا أن تكون سلبيًا، ليس أن تتبع فلان ، ولا علان.
إن الوعي هو حالة نضجك الداخلي، إي حالة عالمك الداخلي في حضورك الحالي، فهو ذاتك الداخلية بكل مايعتمل فيها ويخرج منها من أفكار ومعتقدات وتفاعلات مع الحياة، سواء أظهرتها للناس أو حدثت بها نفسك، إن الوعي هو حقيقتك أنت ككيان متصل منفصل بالعالم والذات، هذه الذات الواعية أنت من تملأها وتهذبها وتربيها بتفاعلك ومدخلاتك.
يتهافت الكثير على فكرة رفع الوعي لمجرد رفع طاقة الجذب، أو لحيازة أهداف، أو للتباهي برقمهم في سلم هاوكنز ثم ترتيب الناس حولهم حسب معطيات هذا السلم، لكن هذه خدعة عقلية، فالرحلة مع الذات لاتكون إلا بالصدق، والأهداف هي ثمرات الطريق وليست الطريق، إن رفع الوعي لايكون بالإجبار ولا بالقسر ولا بتمارين معينة، وإن أدعى البعض ذلك، لأن الوعي ماهو إلا نضج وكيف ينضج من يستعجل الثمرة قبل أن يسلك الطريق، ولو وجد الثمرة أمامه ما سلك الطريق أبدًا! فهو يسلك الطريق لأجل الهدف المادي، لا لذاته، ولا لارتقاءه.
كما أن اقتصار معرفتك للعالم على مايوجد في مجال التنمية الذاتية هو احتجاز لتوسع وعيك، فأنت تنظر من منظار التنمية الذاتية فقط، أو من منظار معلمك/ معلمتك فقط، ولاترى إلا مايوجد في المجال أو مايصادق عليه معلموك، لقد اعتنقتها ديناً من حيث لاتدري، ثم يتوقف تطورك، وتتعجب، وتتزاحم عليك المشاكل، وتنسى أنك كنت تدور في دائرة مغلقة!
كن انسانا عالميَا، وعانق الحياة كما يجب، اسمع للكثير، اقرأ الكثير، نوع ذائقتك، افتح عينيك وشاهد الحياة كما يجب، تعلم، إفعل، إرتكب الأخطاء، ناقش، نوعّ مدخلاتك، هناك كون فسيح في الخارج ينتظر تجربتك.
نورا عبدالله