أفلتت فيروكا السكين من يدها وإتجهت
نحو الباب الخلفي للمطبخ والذي يؤدي مباشرة لحديقة القصر،لقد كانت تمشي بخطى متثاقلة كأن ساقاها على وشك الشلل لكن هذا لم يمنعها من الوصول إلى النافورة التي بجلس عندها الأمير أنخيل
عند وقوفها أمامه إلتقطت حافة مئزرها السفلية ومسحت بها عينيها مانعة تحول عبراتها لدموع لكن هذا لم يكن كافيا لإخفاء الرعب الساكن في أرجاء جسمها النحيف والذي كان واضحا في صوتها و هي تصرخ في وجه الأمير والذي كان مندهشا:
لست عمياء ولم أكن عمياء في حياتي لقد كنت أتظاهر بذلك من أن قدمت للعمل هنا أي منذ شهر ونصف ولقد كان أمرا سهلا في البداية و…
قاطعها الأمير وهو يحاول التنازل عن أشباح الهيبة التي تغازله:
لكن مالذي جعلك تقومين بهذا!!
صمتت فيروكا ثم بكت وضرب الهواء بكف يدها الأيمن مرارا محاولة صياغة مايدور في رأسها وأخيرا تلفظت بكلمات قطعها البكاء لجملة بلكاد تكاد مفهومة:
لقد فقدت كل من أحب ولا أريد أن أحب أي شيء أو أي شخص لأنني لا أريد أن أفقد مجددا فلست ندا لكل تلك المعاناة لقد أدمنت الأماكن المغلقة حتى لا أفقد نور الشمس عند حلول الظلام لكن كل هذا الجهد الذي بذلته أصبح سرابا بمجرد أن رأيتك،في تلك اللحظة أصبح من الصعب أن لا أرى حتى وأنا أضع قطعة القماش تلك على عيني،لقد كان الأمر الصعب الوحيد هو أن لا أحس بجمال الورود في الحديقة أو أن أتجاهل هيبة الثلج على ذلك الجبل كل يوم لكن الأصعب كان أن لا أحس أنني أحبك
كان الأمير يحس ببهجة مخلوطة بالحيرة مما جعله هذا يصمت للحظات قبل أن يلفظ كلماته:
أنا أيضا أحبك لكن…
لكنك أعمى..
يفصلك عن رؤية الحقيقة كل ماهو خلف كلمة سواء كان الخوف من فقدان منصبك كولي للعهد حسب ماتنص عليه القوانين الملكية في حال تزوجت من خادمة أو أي خوف آخر يعيقك عن الحب دون أن تقفز اللكن على لسانك
هكذا قاطعته فيروكا ببراءة طفلة مردفة:
أنا أحبك فقط…
الكاتب
راؤول غارسيا🍁
انستقرام
@raulgarcia3404